تاريخ النشر : 31-05-2023
المشاهدات : 583
السؤال
السلام عليكم
 أخي يصلي بنا التراويح ولا يقدر علي الوقف هل يجوز أن يصلي بنا وهو جالس 
 جزاكم الله خيراا
الاجابة
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
 إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال 
الجواب  : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد :
 تصح الصلاة خلف الإمام القاعد علي الصحيح من أقوال العلماء لثبوت الأدلة الصحيحة بذلك ولكن اختلف العلماء في حكم المأمومين هل يصلوا قعودا لقعود إمامهم أم يصلوا قياما ؟ فذهب أهل الظاهر ورواية عن الإمام أحمد إلى وجوب القعود علي المأمومين إذا ابتدأ إمامهم الصلاة وهو قاعدا . واستدلوا لذلك بحديث عائشة رضي الله عنها قالت اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه ناس من أصحابه يعودونه فصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فصلوا بصلاته قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فجلسوا فلما انصرف قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا صلي جالسا فصلوا جلوسا ) رواه البخاري ومسلم .  قالوا أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقعود خلف إمامهم القاعد والأمر يدل على الوجوب . 
وذهب بعض العلماء وهو الرواية الأخري عن الإمام أحمد  أنه يستحب صلاة المأموم قاعدا خلف الإمام القاعد وليس واجبا القعود وأنه إن صلي المأموم قائما خلف إمامه القاعد فإن صلاته صحيحة . واستدلوا بحديث عائشة السابق مع آخر الأمرين من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وصلاته جالسا في مرضه الذي مات فيه صلي الله عليه وسلم وإقراره للصحابة بالقيام خلفه . والحديث رواه البخاري ومسلم
وذهب الحنفية والشافعية وبعض المالكية إلي وجوب قيام المأموم المستطيع للقيام خلف إمامه وإن كان قاعدا واستدلوا بآخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم  وهو حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر في مرضه الذي توفي فيه أبا بكر رضي الله عنه أن يصلي بالناس فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه خفة فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض فجلس عن يسار أبي بكر فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس جالسا وأبو بكر قائما يقتدي بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر ) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم  وهذه الرواية صريحة في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الإمام لأنه جلس عن يسار أبي بكر .
وأولي طريق للجمع بين حديث عائشة رضي الله عنها الأول وحديثها الأخر هو أنه إذا ابتدأ الإمام الصلاة قائما ثم عرض عارض للإمام فجلس صلي المأمومين قياما لأن أبا بكر رضي الله عنه قد ابتدأ الصلاة قائما لذلك استمر المأمومين قائمين . أما إن ابتدأ الإمام الصلاة جالسا فهنا وجب أن يصلي المؤمومين قعودا لحديث إنما جعل الإمام ليؤتم به .
 وقريب منه في الرجحان قول من قال إذا صلي المؤموم قائما خلف القاعد جاز ذلك وصلاته صحيحة عملا بكلا الحديثين

logo